ووفقًا لما ذكرته مجلة "ماري كلار" الفرنسية، فإن الخبراء لا يتفقون بشأن تأثير القهوة على يقظتنا وكفاءتنا، ففي الواقع، عندما يذكر بعض الخبراء الفوائد العديدة للكافيين على انتباهنا وتركيزنا، يشير البعض الآخر إلى آثاره العديدة غير المرغوب فيها على يقظتنا، خاصة على المدى الطويل. إذًا، لسائل أن يسأل، هل نحتاج حقًا إلى القهوة لزيادة إنتاجيتنا؟

تعزز الإنتاجية على المدى القصير

وفي هذا الإطار، أوضح روبرت تي مولر، أستاذ علم النفس، إن البحث العلمي يتناقض مع بعضه البعض فيما يتعلق بتأثير القهوة على إنتاجيتنا، وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات الإيجابية بشأن تأثيرات القهوة على تعزيز الوة الإنتاجية والشعور باليقظة، لكن هناك عدد من البحوث الأخرى تدحضها.

أقرأ أيضًا:

• انتبه.. هذه الأخطاء أثناء تناول القهوة تدمر صحتك
• 4 فئات ممنوعة من تناول القهوة نهائياً.. هل انت منهم؟

الكافيين له تأثير عكسي على المدى الطويل

كما أشار "مولر"، إلى أنه إذا حصلت على قسط كافٍ من النوم، يمكن للكافيين أن يجعلك أكثر إنتاجية في العمل، أما إذا كنت تعاني من قلة النوم، فسيكون للكافيين تأثير معاكس.

لأن الكافيين لا يساهم في زيادة يقظتك بشكل مباشر، بل يعمل فقط على تعطيل الأداء الطبيعي لجسمك، على الرغم من أن الكافيين يمكن أن يزيد الإنتاجية على المدى القصير، إلا أن الاستهلاك المنتظم للكافيين يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الإنتاجية على المدى الطويل.

كما يتسبب الافراط في تناول الكافيين في تقليل من التأثيرات المرغوبة للقهوة على المدى الطويل، وفق ما ذكرته فايزة بوسي، خبيرة التغذية، خلال مقال عن تأثيرات القهوة على الجسم: "آلياته المعقدة ليست معروفة بعد، لأنها تعمل على مستقبلات الأدينوزين".

ما هو الأدينوزين؟

هو ناقل عصبي يلعب دورًا أساسيًا في بداية النوم وكذلك اليقظة، فإن تراكمه أثناء النهار يساعدنا على النوم، بينما يتم التخلص من الناقل العصبي خلال الليل للسماح لنا بالاستيقاظ مبكرًا، ثم يبدأ دورته مرة أخرى في الصباح، ويربط نفسه بمستقبلاته في بداية اليوم ليجعلنا نشعر أكثر فأكثر بالنعاس مع مرور الوقت.

الامتناع عن شرب القهوة

لكن تعمل "القهوة" على منع هذا التثبيت، وعندها تشعر بحالة من اليقظة والاستيقاظ التام، لكن هذا الشعور سيكون على المدى القصير فقط، لأن دماغنا سيجد طرقًا أخرى لإرهاقنا، عن طريق إنشاء المزيد من مستقبلات "الأدينوزين"، لذا سترغب في تناول المزيد من القهوة للاستيقاظ، لذلك سيكون هناك صعوبة في تقليل شرب القهوة أو الامتناع عن تناولها.

ولحل هذه المشكلة هناك طريقة بسيطة وفعالة لعلاج إدمان الكافيين، وهي التوقف عن شرب القهوة لمدة سبعة أيام، حيث توصلت دراسة تم اجرءها عام 2012 إلى أن التغيرات في مستقبلات الأدينوزين تنعكس بعد أسبوع، لذا فإن سر استعادة التأثيرات المعززة للشراب هو التوقف عن تناول القهوة لمدة أسبوع كل شهر.

وللتغلب على هذه المشكلة، هناك طريقة سهلة وفعالة، وهي التوقف عن تناول القهوة لمدة 7 أيام فقط، حيث أكدت دراسة أجريت عام 2012 أن التغيرات في مستقبلات الأدينوزين تنعكس بعد أسبوع، لذا فإن سر استعادة التأثير المعزز هو التوقف عن شرب القهوة لمدة أسبوع واحد كل شهر.

كيف يمكنك التخلي عن شرب القهوة لمدة أسبوع؟

في الواقع، يصعب على كثير من الأشخاص النهوض من الفراش والذهاب إلى العمل دون تناول قهوتهم عدة أيام في الشهر، لذلك، فإن الخطوة الأولى هي تقليل استهلاكك للقهوة بشكل تدريجي، سيؤدي ذلك إلى زيادة إنتاجيتك وحماية جسمك (إذا كنت تشرب بكثرة).

والجدير بالإشارة، أن ""INSERM حذرت من أضرار الإفراط في استهلاك القهوة على الصحة، وأوضحت في بيان: ":يُعتقد أن الكافيين الذي يتم تناوله بجرعات عالية له علاقة باضطرابات القلب والأوعية الدموية ومشاكل الجهاز العصبي المركزي (النوم والقلق …)".

عليك التوقف عن تناول هذا المشروب الأسود لمدة أسبوع كل شهر، مثلًا كل أسبوع أول من الشهر، لهذا، يمكنك استبدال مشروبك المفضل بالمشروبات التي تحتوي على مكونات نباتية، وبحسب ما ذكرته أخصائية التغذية ألكسندرا مورسييه، في مقال يشرح ما يحدث في الجسم عندما تتوقف عن شرب القهوة، أن الشاي يمكن أن يعطي دفعة ولو قليلة، علاوة على أنه مليء بمضادات الأكسدة، وهو أمر مفيد لصحتك.

والجدير بالذكر، يمكنك التخلص من إدمان القهوة، عن طريق استبدالها بفترة تأمل أو رياضة أو استراحة شاي ورائحة الشوكولاتة الساخنة أو شاي الأعشاب المنكّه.

ويخلص الخبير إلى أنه إذا كنت ترغب في زيادة إنتاجيتك، فإن “روتين النوم والتغذية والتمارين الرياضية يوفر أكبر إمكانات لتحسينها”.