البث المرئي
البث الصوتي
سد سيدي محمد بن عبد الله في ضواحي الرباط (الجزيرة)
1
الرئيسية / اقتصاد
2023-09-04 15:50:52

الطريق السيار المائي.. مشروع ضخم لإنقاذ 12 مليون مغربي من أزمة المياه

وصلت قبل أيام الأمتار المكعبة الأولى من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق، ضمن مشروع ضخم للربط المائي البيني للأحواض المائية، ويهدف إلى تخفيف أزمة المياه التي تعيشها المدن المغربية الكبرى، خاصة الدار البيضاء والرباط.

وقالت وزارة التجهيز والماء -في بيان لها- إن هذا المشروع يهدف إلى تحويل فائض مياه حوض سبو -التي كانت تصب في المحيط الأطلسي- إلى حوض أبي رقراق؛ من أجل تأمين تزويد نحو 12 مليون نسمة في محور الرباط-الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، وكذلك تخفيف الضغط على سد المسيرة، الذي يزود العاصمة الاقتصادية (الدار البيضاء) باحتياجها من المياه.

 

بدأ إنجاز المشروع -الذي أطلق عليه "الطريق السيار المائي"- في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتم الشروع في تشغيله تدريجيا ابتداء من 24 أغسطس/آب 2023 لإجراء التجارب اللازمة على المعدات وتحويل المياه بتدفق أولي لا يتعدى 3 أمتار مكعبة في الثانية، وسيتم خلال الأسابيع القادمة الزيادة تدريجيا في تدفق المياه لتصل إلى 15 مترا مكعبا في الثانية؛ مما سيمكن من تحويل حجم سنوي من فائض مياه حوض سبو يتراوح بين 350 و400 مليون متر مكعب، وفق وزارة التجهيز والماء المغربية.

وحسب المصدر ذاته، فإن تكلفة هذا المشروع تقدر بنحو 6 مليارات درهم (نحو 600 مليون دولار)، ويتكون من منشأة لأخذ الماء على مستوى سد المنع في إقليم القنيطرة (غربي المغرب) على واد سبو، و67 كيلومترا من القنوات الفولاذية بقُطر 3200 مليمتر، ومحطتين للضخ بتدفق 15 مترا مكعبا في الثانية، وحوض لإيصال الماء لبحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله بالرباط.

مشروع استعجالي

راهنت الحكومة المغربية على إنجاز هذا المشروع في زمن قياسي، وترأس الملك محمد السادس جلسات عمل خُصصت لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه الري، والإشراف على المشاريع الاستعجالية للمياه، ومنها مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع.

ويأتي إنجاز هذا المشروع في الوقت الذي دق فيه ناشطون وخبراء في الموارد المائية ناقوس الخطر، بعد أن وصلت أزمة المياه إلى المدن الرئيسية، خاصة العاصمة الرباط والدار البيضاء؛ الرئة الاقتصادية للمملكة.

الطريق السيار المائي .. مشروع ضخم لإنقاذ 12 مليون مغربي من أزمة المياه
جزء من مشروع الربط بين حوض سبو وحوض أبي رقراق (الجزيرة)

ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزير التجهيز والماء نزار بركة حديثه في مجلس النواب عن الأزمة التي تهدد العاصمة بسبب الخلل الذي تشهده بعض المنظومات المائية؛ مما يؤثر على تزويد العاصمة والمدن المجاورة لها بالماء ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

أما الدار البيضاء وضواحيها، فتشهد أيضا أزمة خانقة في الموارد المائية، وتوضح الباحثة المختصة في الهندسة البيئية والتنمية المستدامة أميمة خليل الفن أن هذا الوضع راجع إلى زيادة الطلب على الماء بنسبة تفوق 30% مقارنة مع السنوات العشر الماضية، بسبب ارتفاع الكثافة السكانية وطبيعة الأنشطة الصناعية والاقتصادية المتمركزة فيها، مقابل تراجع هطول الأمطار وتعاقب سنوات الجفاف وتراجع منسوب السدود.

ويوفر سد سيدي محمد بن عبد الله -الذي يقع في ضواحي العاصمة الرباط- المياه لسكان الدار البيضاء الشمالية والرباط والمدن المجاورة، أما سد المسيرة فيوفر الاحتياجات المائية للدار البيضاء الجنوبية والمدن المحيطة بها.

وبلغ مخزون المياه في هذين السدين الرئيسيين مستويات حرجة وغير مسبوقة، إذ لم يتجاوز معدل ملء سد سيدي محمد بن عبد الله 15% حسب معطيات يوم 30 أغسطس/آب الماضي، في حين بلغ معدل ملء سد المسيرة 2.3%.

ويرى خبراء أن مشروع تحويل فائض الماء من حوض سبو -الذي يعد من أهم الأحواض المائية في المغرب ويتمتع بفائض مهم- نحو حوض أبي رقراق عوض أن تضيع في البحر؛ يعد مشروعا إستراتيجيا سيسهم إلى جانب محطات تحلية مياه البحر في سد العجز المائي لهذه المدن.

وتؤكد أميمة خليل الفن أن مشروع الربط المائي بين الأحواض مبتكر وسيستجيب للحاجات المائية المتزايدة للسكان في هاتين الجهتين، وكذلك اللازمة للأنشطة الاقتصادية.

تفاوت توزيع الموارد

تتوزع الموارد المائية بالمغرب -على قلتها- بشكل متفاوت، وفق أستاذ علم المناخ وباحث في قضايا البيئة والماء عبد الحكيم الفيلالي، ويستحوذ مثلا حوضا سبو واللوكوس على أكثر من 70% من الموارد المائية المعبأة في السدود.

لذلك يوضح الفيلالي للجزيرة نت أن المغرب يسعى لتوزيع الموارد المائية بشكل متوازن من خلال بناء ما يسمى "الطريق السيار المائي"، وهو عبارة عن مجموعة من القنوات تمتد من حوض سبو في اتجاه حوض أبي رقراق بهدف نقل المياه من المناطق التي تشهد فائضا إلى تلك التي تعاني من نقص حاد.

الطريق السيار المائي .. مشروع ضخم لإنقاذ 12 مليون مغربي من أزمة المياه
مصب وادي أبي رقراق في اتجاه المحيط الأطلسي (الجزيرة)

وأوضح المتحدث أن هذا المشروع يعد من أهم المشاريع الإستراتيجية التي تم إطلاقها لمواجهة الإجهاد المائي الذي ازدادت حدته في السنوات الثلاث الأخيرة.

وأضاف أنه بعد اكتمال المرحلة الأولى من المشروع ووصول المياه إلى حوض أبي رقراق لتأمين حاجة سكان الرباط والضواحي؛ فإن المشروع ما زال مستمرا لمسافة ستتجاوز 200 كيلومتر، ليمكّن من تزويد سكان مراكش بحاجتهم من المياه أيضا.

من جهتها، تؤكد أميمة الخليل ضرورة اللجوء إلى حلول مبتكرة للتعامل مع حالة الإجهاد المائي التي تشهدها المملكة وتجنب الوقوع في أزمة ندرة المياه.

وأشارت إلى أن سياسة السدود كانت في مرحلة ما سياسة مستشرفة جنّبت المغرب حينها تبعات سنوات الجفاف، لكنها تؤكد الحاجة اليوم إلى سياسات أخرى؛ مثل تحلية مياه البحر والربط المائي بين الأحواض المائية، وأيضا ترشيد الموارد المائية والاستثمار في هذا القطاع.

ويصنف المغرب ضن البلدان التي تعاني من الإجهاد المائي؛ إذ تبلغ حصة الفرد من المياه أقل من 650 مترا مكعبا سنويا، مقابل 2500 متر مكعب عام 1960، ومن المتوقع أن تنخفض هذه الكمية لأقل من 500 متر مكعب بحلول عام 2030.

ويبلغ المتوسط العالمي لحصة الفرد من الماء 6750 مترا مكعبا في السنة، وفق منظمة الصحة العالمية، أما خط الفقر المائي العالمي فيقدر بنحو 1000 متر مكعب من المياه سنويا.

المزيد

اخر الاخبار

Image 1

الطقس: ارتفاع على درجات الحرارة والجو شديد الحرارة

Image 1

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 54,418 والإصابات إلى 124,190 منذ بدء العدوان

Image 1

مستعمرون يسرقون جرارا زراعيا شمال سلفيت

Image 1

"أطباء بلا حدود": البداية الكارثية لتوزيع الغذاء تثبت أن الخطة الأميركية الإسرائيلية غير مجدية

Image 1

الاحتلال يسرق مبلغا ماليا ومصاغا ذهبيا من منزل في بيت أمر

Image 1

الطقس: انخفاض ملموس على درجات الحرارة والجو صافي

Image 1

7 شهداء بينهم عائلة كاملة إثر قصف الاحتلال مدينتي غزة وخان يونس

Image 1

مقتل شابين في كفر قاسم لترتفع حصيلة القتلى منذ مطلع العام إلى 99 قتيلا

Image 1

آليات الاحتلال تصدم حافلة تقل حجاجا في جنين بشكل متعمد

Image 1

الاحتلال يحتجز عدد من المواطنين خلال اقتحام كفيرت جنوب جنين

المزيد

قد يعجبك ايضا

Image 1

المئات في اليابان يتظاهرون احتجاجا على زيارة وزير خارجية الاحتلال

Image 1

إيطاليا تطالب إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة

Image 1

لليوم الثالث: "العدل الدولية" تعقد جلساتها لمساءلة إسرائيل بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الأممية في فلسطين

Image 1

لازريني: أطفال غزة يتضورون جوعا فيما تواصل إسرائيل منع دخول الغذاء

Image 1

منظمة عالمية: الاحتلال قتل 200 طفل في الضفة منذ بدء العدوان

Image 1

استشهاد 9 سوريين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال غرب درعا

Image 1

ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المزدوج الذي ضرب ميانمار إلى 1002 قتيل

Image 1

"أطباء بلا حدود": إسرائيل تحظر فعليا الوصول للمياه في قطاع غزة

Image 1

الأونروا: الاحتلال شرد 40 ألف مواطن من المخيمات شمال الضفة

Image 1

تصادم مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا قرب واشنطن