السياحة الدينية.. خطط سعودية طموحة بحلول 2030
يُعد موسم الحج هذا العام مختلفاً بشكل كبير عن الأعوام الماضية، لا سيما في ظل استهداف العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة بالنسبة لعدد الحجاج، وفي ضوء الإجراءات التي اتخذتها المملكة في سبيل تيسير استقبال ضيوف الرحمن، فضلاً عن برامج وخطط التطوير الداخلية الطموحة التي تسعى من خلالها السعودية لتحقيق أرقام قياسية بحلول العام 2030.
وفي هذا السياق، تشير تقديرات وزارة الحج في السعودية، إلى استضافة أكثر من مليوني حاج خلال الموسم الحالي، طبقاً لما ذكره الوزير توفيق الربيعة، في وقت سابق، مؤكداً استهداف عودة الأعداد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا ودون سقف للعمر.
يأتي ذلك بعد مواسم استثنائية، شهدت تراجعاً في الأعداد جراء تبعات جائحة كورونا والتدابير الاحترازية المتبعة في ضوء ذلك.
ومع التفاؤل بعودة أعداد الحجاج إلى سابق عهدها قبل جائحة كورونا، وفي الوقت الذي تتواصل فيه عمليات التطوير في قطاع السياحة الدينية بشكل خاص، تستهدف المملكة الوصول إلى ستة ملايين حاج موجود في مكة المكرمة في العام 2030، إضافة إلى 30 مليون معتمر خلال العام.
وتبعاً لذلك، تشير التقديرات -التي تناقلتها تقارير سعودية محلية- إلى أن قيمة العوائد المحتملة من الحج بحلول العام 2030، ولدى تنفيذ مشاريع وبرامج الرؤية، قد تصل إلى 50 مليار ريال.
السياحة الدينية
يتحدث الخبير الاقتصادي السعودي، سالم باعجاجة، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، عن قطاع السياحة الدينية بالمملكة، وما يمثله من أهمية خاصة، موضحاً أن "السياحة الدينية تمثل القطاع السياحي الأكثر استفادة من رؤية المملكة 2030".
ويلفت إلى أن القطاع يعد في الوقت نفسه ثاني قطاع من ناحية توطين الوظائف؛ ذلك أنه يوفر أكثر من 900 ألف وظيفة.
ولقد أطلقت المملكة عدة مشاريع وبرامج خاصة في هذا سياق خدمة الحجاج، من بينها برنامج "خدمة ضيوف الرحمن".
ويُعد التطور الذي يشهده قطاع "السياحة الدينية" بالمملكة، جزءاً من الجهود المبذولة في ملف السياحة عموماً.
ويشير باعجاجة في هذا السياق لدى حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى توالي الخطط والبرامج الهادفة إلى تنفيذ الكثير من المشاريع السياحية في السعودية، مشيراً على سبيل المثال إلى صدور قرار هيئة السياحة بإنشاء مكتب تحقيق الرؤية؛ وذلك بهدف متابعة تنفيذ المبادرات المطروحه في هذا الشأن.
ومن ضمن الأمثلة التي تطرق إليها الخبير الاقتصادي، الإعلان في 2017 عن تأسيس أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم تحت مسمى القدية، وكذلك مشروع البحر الأحمر، وغيرها من المشاريع التي تصب في صالح تحقيق مستهدفات السياحي.
وتستهدف المملكة الوصول إلى 100 مليون سائح (داخلي وخارجي) بحلول العام 2030 (55 مليون سائح خارجي، و45 مليون سائح داخلي).
وتُعد السياحة الدينية رافداً أساسياً في القطاع السياحي بالمملكة وقد بلغ عدد زيارات العمرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 4 ملايين و100 ألف زائر (وفق حميدالدين).
رؤية 2030
وإلى ذلك، يقول المحلل والباحث السعودي، فواز العنزي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن "رؤية المملكة 2030 قامت على عدة مرتكزات، وأخذت مرتكز البعد الديني والاجتماعي ضمن المرتكزات الأساسية للتخطيط الاستراتيجي، ذلك أن المملكة تتشرف بنعمة خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي الأماكن المقدسة".
ويشير إلى أن المستهدف الوصول بعدد المعتمرين إلى 30 مليون معتمر بحلول العام 2030، وتبعاً لذلك الهدف فإن هناك كثيراً من الأهداف والخطط الاستراتيجية التي تتناولها جميع الإدارات والهيئات الحكومية، ولتوفير الخدمات والبنية التحتية الملائمة وتطوير كثير من سياسات الوزارات -وفي مقدمتها وزارة الحج والعمرة- بما يتلائم مع ذلك، ويلفت في هذا السياق إلى عددٍ من النقاط الأساسية:
ويوضح أن المملكة تستهدف بذلك في المقام الأول الاستفادة من تعزيز مكانتها، وتقديم جميع ما تملكه في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، مشيراً في الوقت نفسه إلى البرامج المرتبطة بالتعريف بالوجهات السياحية بالمملكة، وإرشاد الحجاج والمعتمرين ضمن البرنامج الثقافي للتعرف إلى المناطق المختلفة.
وطبقاً للمتحدث الرسمي باسم أمانة العاصمة المقدسة، أسامة الزيتوني، في تصريحات إعلامية، فإنه تم التصريح لـ 440 ألف غرفة فندقية لاستيعاب الحجاج في مكة، وبما يستوعب 1.9 مليون حاج.
ورصدت المملكة أكثر من 600 مليون ريال للتعريف بالوجهات السياحية بها، بحسب ما أعلنه وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، خلال لقاء شهري مع المستثمرين، الشهر الماضي، كشف خلاله عن تحقيق السعودية أعلى معدل ربع سنوي للسياح من خارج السعودية لجميع الأغراض بحوالي 7.5 مليون سائح.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا